إذا نزلت إلى الشاطئ اليوم، فمن المؤكد أنك ستصادف مفاجئة كبيرة. فسيشاهد الكثيرون نجم بحر أو اثنين عندما يزورون شاطئ البحر أو حوض ماء عام. يأتي نجم البحر في العديد من الألوان والأحجام، لكن هل فكرت يوماً كيف يتمكن هذا الكائن الغريب ذو الأطراف المتعددة من العيش في المحيطات بطريقة تختلف عن الحيوانات التي نعرفها؟
في دراسة حديثة نشرت في مجلة متابعات في المجتمع الملكي ب، أشارت إلى أن نجم البحر لا يمتلك عيوناً وحسب، بل كشفت عن قدرته على الرؤية في الظلام. قد يبدو نجم البحر كحيوان جامد، باعتباره من الكائنات المدببة التي تجلس حول سطح البحر لتمتص المواد الغذائية من الماء، لكن في الواقع هناك الكثير من الأشياء الموجودة وراء شكله العجيب.
الرؤية والإشعاع في الظلام
تمتلك معظم نجوم البحر عيناً بسيطة على طرف كل ذراع، تحتوي مجموعة العيون هذه على العديد من العدسات التي تدعى بالمُقيلة ommatidia، تصنع كل واحدة بكسلاً واحداً من الصورة الكلية التي يراها الحيوان. تبين أن عيون نجم البحر الاستوائي قادة على تشكيل صور خام، وهو ما يسمح لهذه الحيوانات البقاء بالقرب من بيوتهم.
وقد كشف العلماء الآن أن العديد من كائنات نجم البحر التي تعيش في عمق البحر، أي التي تعيش تحت أكثر من كيلو متر واحد من سطح البحر حيث لا تصل أشعة الشمس، تستطيع الرؤية بالرغم من الظلام الدامس. إن معظم الكائنات التي تستطيع الرؤية في الأعماق المظلمة من للمحيط مثلث هذه تمتلك عيوناً أكثر حساسية لكنها ترى صوراً أبسط. لكن يبدو أن نجوم البحر هذه ترى بوضوح أكثر من نظيرتها الاستوائية التي تعيش في المناطق الضحلة حيث يوجد الضوء.
اقترح الباحثون أسباباً مختلفة لذلك، فيبدو أن بعض الكائنات ترى بوضوح في الاتجاه الأفقي لكن بشكل غير واضح بالاتجاه العمودي، وهو أمر منطقي بالنسبة لكائن يستلقي على أرض البحر. بينما يبدو أن كائنات أخرى تمتلك قدرة أقل على رصد التغيرات فيما تراه عبر مرور الوقت.
اثنتان من هذه الكائنات تمتلكان خاصية الإضاءة الحيوية، مما يعني أنها قادرة على إنتاج إشعاعات قصيرة حول سطح جسدها. من المرجح أن مزيج هذه الأضواء وقدرتها على الرؤية بوضوح يمكن نجم البحر الذي يعيش في عمق البحر من التواصل مع الشركاء المحتملين.
بعض الأذرع أكبر من الأخرى
يمكن للكائنات المفترسة، مثل الأسماك أو السلطعون، أن تلتهم أذرع نجم البحر. وإذا حصل صراع ما تقوم بعض هذه الكائنات بعض أحد أذرعها طوعاً، وهو ما يعطي فرصة لباقي الجسد كي يهرب. والأمر الأعجب هو قدرة على إعادة تجديد ذراع جديدة بشكل كامل. إذا وجدت نجم بحر يمتلك ذراعاً واحدة (أو أكثر أصغر من الباقي، فمن المرجح أن تكون هذه ذراعاً مجددة.
الاستعانة بمياه البحر في الحركة
لا يمتلك نجم البحر مجموعة عادية من العضلات. وبدلاً من ذلك، يتمكن نجم البحر ضغط ماء داخل جسده عبر نظام وريدي مائي. حيث يُدخل مياه البحر عبر نقطة مسامية تدعى باللوحة المرجانية madreporite والموجودة في أعلى جسده. يمر الماء بعد ذلك عبر سلسلة من القنوات الداخلية ليصل إلى الأذرع، والتي تمتلك بدورها آلاف من الأرجل التي تشبه الأنابيب المعلقة أسفلها.
تقوم العضلات والصمامات داخل كل أنبوب بضغط ماء الذي يمكنها من الاتساع والانقباض، مما يخلق حركة المشي، وكأنها أرجل بشرية ولكنها مضاعفة مئة مرة. وفي نهاية كل قد هناك كأس ماص صغير، أشبه بغطاء المطبخ، والذي يستطيع الالتصاق بالأسطح والسماح بالحركة لنجم البحر.
السحق
يعتبر نجم البحر كائناً مفترساً عندما يصعد سطح البحر، حيث يتغذى على مجموعة واسعة من الأطعمة مثل بلح البحر والرخويات والمحار. فيستلقي نجم البحر على فريسته ويستخدم أقدامه الأنبوبية كي يقبض على الفريسة ويسحبها إلى سطح البحر كي يضمن عدم فرارها.
إذا كانت الفريسة صغيرة بما يكفي، سيقوم نجم البحر بابتلاع الحيوان بأكمله، لتتضخم معدته من الداخل، والتي تقع في الوسط حيث تلتقي أذرعه. وبينما يمسك بوضعية الموت هذه، يقوم نجم البحر بإذابة الأنسجة الناعمة القابلة للهضم باستخدام إنزيمات تقع داخل المعدة قبل إخراج الأجزاء الصلبة غير القابلة للهضم.
لكن إذا كانت الفريسة أكبر بكثير من إدخالها إلى المعدة، فإن هذا لن يوقف نجم البحر عن القتال لتناول وجبته. وسيستخدم بدلاً من ذلك أذرعه القوية وأقدامه الأنبوبية ليفصل الأصداف ويخرج المعدة إلى الفراغ كي يتمكن من فصل الأنسجة الناعمة داخل الفريسة والتهامها، مثل قشة الامتصاص.
لذا عندما ترى نجم بحر، سواءً على الشاطئ أو في حوض ماء، أعطه إيماءة احترام لكونه عضواً مميزاً في نادي محيطاتنا.
التعليقات